ثريا محمدقصة نجاح لاعبة كرة السلة المصرية المحجبة التي حطمت القيود وحققت المستحيل
2025-07-30 10:39:25
في عالم الرياضة، تبرز أحيانًا قصص ملهمة تُثبت أن الإصرار والعزيمة قادران على تحطيم كل الحواجز. قصة ثريا محمد، لاعبة كرة السلة المصرية المحجبة، هي واحدة من هذه القصص التي تُلهم الملايين، ليس فقط في مصر والعالم العربي، بل في كل مكان.
البداية والتحديات
بدأت ثريا محمد مسيرتها مع كرة السلة في سن الثامنة، حيث انضمت إلى نادي الصيد في القاهرة. وعلى الرغم من تجربتها مع رياضات أخرى مثل التنس والسباحة، إلا أنها وجدت شغفها الحقيقي في كرة السلة. سرعان ما لفتت الأنظار بموهبتها الفذة، حتى أن مدربها قال لها ذات يوم: “أنتِ مشروع نجمة”.
لكن رحلتها لم تكن خالية من التحديات. لعبت ثريا لسنوات في بطولات أفريقيا والدولية دون أن يُسمح لها بارتداء الحجاب، وهو ما كان يمثل تحديًا نفسيًا كبيرًا لها. ومع ذلك، لم تستسلم، وواصلت اللعب بإصرار حتى حصلت على موافقة الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA) أخيرًا للسماح للاعبات المحجبات بالمشاركة في البطولات الرسمية.
إنجازات غير مسبوقة
عام 2019 كان عامًا استثنائيًا في مسيرة ثريا، حيث حققت سلسلة من الإنجازات التاريخية:
– توجت هدّافة لبطولة أفريقيا للسيدات بتسجيلها 85 نقطة، لتصبح أول لاعبة مصرية تفوز بلقب فردي في البطولة.
– قادت منتخب مصر للفوز ببطولة أفريقيا 3×3، وحصلت على لقب أفضل لاعبة وهدّافة البطولة.
– اختيرت ضمن أفضل 10 لاعبات في العالم في كرة السلة 3×3 من قبل الاتحاد الدولي، كما تم اختيار إحدى لقطاتها ضمن أفضل 10 لقطات مهارية في البطولة.
الحجاب ليس عائقًا، بل مصدر فخر
عندما سُئلت عن شعورها باللعب بالحجاب بعد سنوات من المنع، قالت ثريا: “أشعر برضا كبير، لقد كان أمرًا قاسيًا أن ألعب بدون حجاب، لكن الآن ألعب به بكل فخر. أنا سعيدة لأني أستطيع تمثيل ديني وبلدي في نفس الوقت.”
طموحات المستقبل: الاحتراف وحلم الأولمبياد
لا تزال ثريا تطمح إلى المزيد، حيث تعبر عن رغبتها في الاحتراف بالدوري الأميركي لكرة السلة (WNBA)، لتكون أول لاعبة عربية محجبة تصل إلى هذه المرحلة. كما تحلم بتمثيل مصر في كأس العالم والأولمبياد، قائلة: “نفسي أكون سببًا في صعود منتخب مصر إلى هذه البطولات الكبرى.”
رسالة للإلهام
ثريا محمد ليست مجرد لاعبة كرة سلة، بل نموذج للإصرار والتحدي. تُثبت للعالم أن المرأة المسلمة يمكنها تحقيق أحلامها الرياضية دون التخلي عن هويتها أو قيمها. قصتها تذكرنا دائمًا بأن النجاح لا يعرف حدودًا، وأن الإرادة القوية تستطيع صنع المستحيل.
